ألمّ بالأمة السعودية والإسلامية الحدث الجلل، الذي هز المشاعر وأسال الدموع وأحزن القلوب وأحرق الأفئدة، ذلكم الحدث الذي إنتقص فيه بعض اللئام من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، في البلد الذي شع فيه نور نبوته وإنطلقت منه شرارة رسالته.
فقامت جراء ذلك الحدث الشنيع هبة شعبية غاضة ومتألمة، إشترك فيها العلماء والدعاة والمثقفون والسياسيون والرجال والنساء والصغار والكبار، وكادت تلك الهبة تشمل جميع أطياف المجتمع المسلم، وهي ليست مستغربة ولا مستشنعة، بل كان المتوقع أكثر من ذلك بكثير، لأنها مست جناب حبيبهم وخليل ربهم ورسولهم الكريم الذي يحبهم ويحبونه.
وإبتداء.. لابد من التنبيه على أن هبة شعبية عامة -كمثل إنتفاضة الناس ضد إنتقاص رسولهم- لابد أن يقع فيها شيء من القصور والخطأ في بعض مشاهدها، لأنه من المعلوم بضرورة العقل أنه ليس كل من شارك فيها يعلم كل الأحكام الشرعية التي تتعلق بحكم ساب الرسول صلى الله عليه وسلم أو بحكم توبته، ولا كل من شارك فيها يستطيع أن يضبط ألفاظه ومشاعره التي أثارها الحدث.
وقد قام عدد من الدعاة وطلبة العلم بنشر الأحكام المتعلقة بحكم ساب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكم منتقصه، ونقلوا كلام العلماء من جميع المذاهب في هذه القضية، وكذلك نبهوا على كثير من الأخطاء التي وقع فيها بعض من شارك في إعلان النكير على منتقص الرسول الكريم.
وقد كانت لبعض الدعاة والعلماء والمثقفين مواقف من يميل إلى الرغبة في عدم التصعيد وعدم التجييش الشعبي للقضية، لما يراه من مصلحة متعلقة بالشباب المتابع للقضية أو الذين لديهم إشكالات فكرية ومعرفية.. ودارت حوارات مطولة من أصحاب هذا الموقف فيها ما هو جيد وفيها ما ليس كذلك.
إلا أن بعض الخطاب التنويري السعودي كان له موقف آخر في الموقف من الهبة الشعبية ضد منتقص رسول الله عليه الصلاة والسلام، فبادر إلى تسجيل مواقف متعددة وأقدم على كتابة سطور مطولة حاول أن يصور كثير من الهبة الشعبية بأنها فاقدة للمعقولية وأنها تعاني من أزمة نفسية وجهالة شرعية في حكم هذه القضية، بل وسعى إلى تصوير عدد من المواقف الشرعية بأنها مارست تضليلا معرفيا على الناس.
وفي نفس الوقت حاول الخطاب التنويري السعودية أن يظهر للمتابعين بأنه صاحب الخطاب المتعقل المتزن، وأنه يمتلك بصيرة في الأمور وبعدَ نظر في تحليل الظواهر، وسعة في الأفق وأنه يتمتع بانفتاح على الواقع، ولأجل هذا تتالت تغريداته ومقالاته وكتاباته في هذه القضية بغية الوصول إلى ذلك الهدف.
دعونا أيها السادة نستعرض عددا من الكتابات التي سجلها بعض ذلك الخطاب حول قضية منتقص الرسول عليه الصلاة والسلام لنقوم بتحليلها وفحصها.
ولكن قبل ذلك لابد من التنبيه على أن الخطاب التنويري السعودي لا يبرر إنتقاص الرسول ولا يقلل من شأن منزلته صلى الله عليه سلم ولا يجوز وصفه بذلك أبدا، ولا يجوز لنا وصفه بأنه يدافع عن ساب الله ورسوله إذ لا يتصور أن يقع ذلك من مسلم أصلا، ولكن نظرهم كان متوجها بشكل كبير إلى ما أثاره الخطاب الشرعي وما أثاره المجتمع حول القضية، ولكن ما أثاره يدل على أزمة حادة في طريقة تفكيره وفي مبادئه وأصوله التي أنطلق منها وفي النفسية التي يتعامل بها مع المختلفين معه في الساحة.
وإذا حاولنا أن نقوم بالمرور السريع على قدر من كتابات الخطاب التنويري السعودي لنتحقق منه، هل هو فعلا متصف بالعقلانية وبعد النظر والغوص في الأعماق والإنضباط الشرعي كما يصور هو لنفسه أم ليس كذلك؟! وسنكتشف أيها السادة أن ذلك الخطاب لديه إشكالات معرفية ومنهجية وشرعية تظهر في أحيان كثيرة بين سطوره وفقراته.
وقد حاولت أن أجمع ما وقفت عليه من إشكالات لأعرضها عليك أخي القارئ لقوم بنفسك من التأكد من صحتها والحكم عليها بما يظهر لك بناء على ما لديك من عقل وذوق وأصول منهجية.
الأمر الأول: التشكيك في النيات والقدح في المقاصد وفي سلامة النفسية:
يلحظ المتابع لما كتبه بعض الخطاب التنويري السعودي بأنه قام بالتشكيك في نية كثير من المشتركين في الإنتفاضة ضد منتقص الرسول، وأنه إنما فعل ما فعل لأجل مصلحة نفسه لا لجل القضية نفسها، إنظر لبعضهم وهو يتحدث على لسان الغاضبين لرسولهم: سنفعل ذلك يا حمزة من أجلنا لا من أجل ما فعلته!.، ماذا تفهم من هذا أخي القارئ؟! أليست في هذه المقولة قدحا في النية وتشكيكا في المقصد؟!!
ولم يقتصر الحال على ذلك وإنما حاول آخر أن يصور تلك الهبة بأنها تصفية حسابات تاريخية بين تيارات متصارعة!!، وفضلا عما في هذا الأسلوب من قدح في النية غير مشروع فإن فيه إختزالا حادا لحجم المشتركين في تلك الهبة المباركة التي إشتركت فيها كل أطياف المجتمع.. فهل كل تلك الأطياف لديها صراعات فكرية تاريخية؟!!
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تجازوها إلى محاولة القدح في سلامة نفسية المجتمع الذي لم يرحم من سب نبيه، وفي هذا المشهد حاول بعض الخطاب التنويري أن يشعر القارئ بأن لديه خبرة واسعة في نظريات علم الإجتماع الغربية والشرقية، وأنه درس تلك النظريات وبالتالي فإن لديه تحليل عميق لمظاهر الإنكار على منتقض الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنها في حقيقتها ليست حالة صحية، وإنما هي مظهر من مظاهر التأزم النفسي والروحي الذي يعيشه الناس!!
وتوصل آخر إلى أن المجتمع حين هب تلك الهبة المباركة هو في الحقيقة مضحوك عليه لأنه يراد له أن يغفل عن أولوياته وقضاياه الكبرى، ويبقيه في الصراع الضيق الذي لا ينفع الأمة شيئا، وحاول التقليل من أهميتها مشيرا إلى أن الإنشغال بهذه القضية بالصورة التي وقعت سيستغلها السياسي المستبد لصالحه، وأن هذا النمط من السلوك الجماعي يكرس أوضاعا خاطئة، ويبقينا في دائرة الصراع الضيق الذي يستثمره الراغبون بإبقاء الأحوال على ما هي عليه، ويزيل من أمامنا كثيرا من القضايا الملحة في هذه المرحلة المهمة من عمر الشعوب العربية، إنه يقلب أولوياتنا رأسا على عقب، ولا أتمنى من أحد هنا إتهامي بالتقليل من أهمية المصطفى والإساءة له، فالقضية ليست في الأذى الذي يتعرض له مقامه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، القضية في رغبتنا بالإنشغال في هذه المسألة والتعبير عن طاقاتنا الكامنة والمعتلة أحيانا والتي لا تجد طريقها إلى الظهور في كثير من الأمور، فالقضية ليست في حقيقتها الأصلية حبا للنبي عليه السلام والسلام ولا خضوعا من السياسي لتلك المشاعر الجياشة، وإنما هي تعبير عن طاقات المجتمع التي دفنها السياسي بإستبداده وظلمه أو هي منفذ من المنافذ التي يستغلها السياسي لصالحه.. أليس في هذا قدحا في مشاعر الناس وتعميما مقيتا على أحاسيسهم وبعدا عن العقلانية والانضباط؟!!
ويعلق آخر من طرف بعيد فيقول في أثناء هبة الناس لرسولهم: مع الثورة التونسية ارتقت همومنا وحواراتنا.. تخللت فينا نسائم الربيع العربي.. ومن بداية قصة بهو ماريوت أصابتنا إنتكاسة.. وإشتغلنا ببعضنا، ألا تفهم أخي القارئ من هذا التعليق أن الناس بالغوا في إنكارهم وهبتهم لرسولهم وأن ذلك لا يعدُ أن يكون من باب انشغال بعضنا ببعض وليس هو في الحقيقة فيوض من المشاعر أنتجها حب الرسول صلى الله عليه وسلم؟!!
الأمر الثاني: مزاحمة القضية بحشر قضايا أخرى معها:
حين نشط الناس للمطالبة بإنزال العقوبة بمن إنتقص رسولهم جاءت أصوات تنويرية سعودية من هنا وهناك تنادي وتصرح بأنه يجب علينا ألا ننشغل بقضية ساب الرسول، لأنه قد تاب وأناب ورجع إلى رشده، وعلينا ألا نغفل عن قضايا أخرى هي أهم منها وأولى، كالفساد المالي والسياسي، وقضية آلاف المعتقلين المظلومين، وضياع الحرية وهيمنة الاستبداد، وأخذ يقول بأنه إن فعل المجتمع ذلك فقد قلب الأولويات ولخبط الأمور.
هل هذه عقلانية مقبولة أيها السادة؟!! هل يجد أحد من العقلاء تعارضا في العقل أو في الشرع أو في الواقع بين الإهتمام بقضية إنتُقص فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الإهتمام بشأن المنكرات الأخرى حتى يقال مثل ذلك الكلام؟!!، لماذا لم يذكر ذلك الكلام في قضية المرأة للسيارة أو قضية تأنثي المرأة؟! ألا تلاحظ أخي القارئ أن هذه الطريقة لا يبرزها الخطاب التنويري السعودي إلا في قضايا مخصوصة؟!! على ماذا يدل هذا الصنيع في نظرك؟!
الأمر الثالث: تمييع قضية الانتقاص لمقام النبوية وضخامته:
يجد المتابع لبعض الكتابات التنويرية السعودية أن بعضهم حاول أن يصور القضية تصويرا آخر، فهي عنده ليست سبا وإنما هي مجرد كلام لا يليق!، فحمزة لم يسب النبي بل قال كلاما لا يليق بمقام النبي إعتذر عنه وإستغفر ربه وتاب، فكأن القضية كلها منحصرة في السب، وكأنه الكلام الذي لا يليق في شأن أكرم الخلق ليس سبا أو على الأقل ليس إنتقاصا لمنزلته.. ولو رجع المرء إلى كلام العلماء وتقريراهم وإلى أعرف العقلاء يجدهم لا يفرقون بين السب وبين الكلام الذي لا يليق، ويعدون إستعمال أي كلام لا يليق في شأن النبي صلى الله عليه وسلم سبا يوجب الكفر والعقوبة، وقد نص عدد من العلماء كالقاضي عياض وغيره على ذلك، ونقل ذلك عدد من الشرعيين في بحوثهم ومقالاتهم.
ثم جاءت محاولة أخرى وهي محاولة التأكيد على أن كلام العلماء في حكم ساب النبي متوجه نحو السب الصريح فقط الذي هو بمعنى القذف، وبالتالي فـ السب الصريح المشتمل للقذف فلا يوجد فيما كتبه حمزة، علينا أن نعدل ونتقي الله ونصف الخطأ بالوصف الشرعي الصحيح، البغي لا يرضاه الرسول وما كتبه حمزة لا يدخل في السب الصريح، بعضه كلام لا يليق وبعضه ظاهره عدم الإيمان.
وإذا لم يكن كذلك فهو ليس سبا وبالتالي فعقوبة السب لا تلحق به، ونحن إذا رجعنا إلى كلام العلماء المحققين نجدهم يؤكدون على أن المراد بالسب هو كل لفظ أو فعل يفيد الإنتقاص والإحتقار، ونصوا على أن إظهار الإنتقاص به أو من منزلته فإنه يعد سبا، وقد نقل بعض تلك التقريرات عدد من الشرعيين.
وأما العلماء الذين ذكروا التفريق بين سبه صلى الله عليه وسلم وبين قذفه كابن قدامة وغيره فإن حديثهم لم يكن في سياق ضابط ما يسمى سبا، وإنما في مناقشة بعض الأحكام المترتبة على كل من الأمرين، فهو لا يحصر سب النبي في القذف أصلا وإنما يتحدث في مسألة أخرى كما هو بين من سياق كلامه.
الأمر الرابع: التمسك بالخلاف وإبرازه في الواجهة:
حين قامت المطالبة بإقامة الحد على منتقص الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بعد توبته بناء على أنه قول الجمهور وقوة الدليل الموجب لذلك، أخذ بعض الخطاب التنويري السعودي يبرز الخلاف في هذه القضية ويحاول أن يؤكد على أن بعض الفقهاء ذهب إلى أن المسلم الساب للنبي عليه الصلاة والسلام إذا تاب لا يقتل!! ولم يحاول أن يقيم أي دليل على صحة قوله، وإنما إكتفى بإشهار الخلاف في كل حين!، وكأن الدعاة والعلماء الذي طالبوا بإقامة الحد لا يعلمون الخلاف في هذه القضية!!، مع أن عددا منهم أشار إلى الخلاف في المسألة، ولكنه رجح ما ذهب إليه الجمهور من أنه يقتل وإستدل على ذلك بأدلة عديدة، أليس في هذا خللا معرفيا في طريقة الإستدلال وتركيبه.. أليس في هذا قفزا على العلانية العلمية الشرعية؟!!
إن البحث ليس في الإقرار بكون المسألة من المسائل الخلافية الاجتهادية ولا في الإقرار في كون بعض العلماء ذهب إلى عدم إنزال العقوبة، وإنما في منهجية التعاطي من القضايا، وفي طريقة الإقناع فيها، فإنك لا تكاد تجد إلا إبرازا للخلاف وتمسكا به، من غير نظر في الأدلة ومن غير ربط الناس بها وتعليق مواقفهم بما تدل عليه.
الأمر الخامس: إبراز النماذج الخاطئة والسيئة:
كما اتفقت المواقف على إعلان النكير على منتقص الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها تكاد تتفق من الدعاة والعلماء على إعلان النكير على كثير من الأخطاء والسلوك التي وقعت في بعض مشاهد تلك الهبة المباركة، إلا أن المتابع للخطاب التنويري السعودي يجد أنه سعى جاهدا إلى تسليط الأضواء على النماذج السيئة والخاطئة التي وقعت في أثناء الهبة الكبيرة لانتقاص الرسول صلى الله عليه وسلم، كالتي وقع فيها الانتقاص من الأنساب أو من الأسر والعوائل، أو التي جاء فيها إستعمال أسلوب الإستخفاف والشماتة بعد إعلان توبة المنتقص للرسول عليه السلام، وأخذ يتباكى عليها ويظهر الأحزان والآهات، ليشعر القارئ بأنها تمثل الأغلبية أو تثمل الأصوات المؤثرة في الخطاب الشرعي!!... ومع أن عددا من كبار الدعاة والعلماء المؤثرين أعلنوا التكبير على تلك النماذج وأكدوا على المنع منها.
ولو قمنا بمقارنة بين الطريقة التي إستعملها العلماء والدعاة في إنكار تلك المظاهر السيئة وبين الطريقة التي إستعملها بعض الخطاب التنويري السعودي سنجد الفرق في منهجية النقد وفي إنضباط الألفاظ وفي تحقيق التوازن، وفي التعالي عن عبارات السخرية والإنتقاص للناس شاسعا وكبيرا.
وهنا أيها السادة ألا ترون أن الاشتغال والإكثار من النقد لهذه للنماذج الخاطئة وتسليط الأضواء عليها في قضية هزت مشاعر المسلمين مناف للعقلانية ومبتعد عن الانضباط المعرفي؟!!
ولا بد من التأكيد على أن البحث ليس في إنكار الخطأ في من أي جهة كان وفي أي حال، ولكن الإكثار من تسليط الأضواء على الجانب الأقل يعد خللا في التفكير.
الأمر السادس: التشويه من طرف خفي:
لم نشهد حادثة إجتمعت فيها مواقف الناس وإتحدت فيها آراؤهم فيها وتوافقت فيها مشاعرهم كمثل حادثة إنتقاص النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بعض الخطاب التنويري لم يترك هذه المعاني الجميلة تسير على حالها، وإنما حاول أن يشهر مخالفته للخطاب الشرعي ليبدو أكثر عقلانية وبعدا عن التشنج والتأزم النفسي، فأخذ يصف ما يدعو إليه العلماء والدعاة بأنه إزهاق للأرواح المعصومة وإسالة للدماء وأكد آخر بأن المطالبين بإقامة الحد الشرعي مصاصون للدماء، وأن ما يدعون إليه يمثل تأزما نفسيا وميلا إلى الانتقام من الناس.
أيها السادة لو أن القضية كانت بحثا علميا وإظهارا للمخالفة بألفاظ شرعي علمية لائقة وهادئة وبعيدة عن السخرية -كما فعل بعض العلماء- لكان الأمر هينا وقابلا للأخذ الرد، ولكن القضية في الاستخفاف بالآخرين وإستعمال ألفاظ التشويه، واللعب بمشاعر الناس.
وحين قام بعض المنتسبين للخطاب الشرعي بالدفاع عن موقفهم وبالرد على من حاول تشويه موقفهم أخذ الخطاب التنويري كعادته يظهر التباكي وأنه مظلوم ومبتلى بأولئك الناس الذين لا يلتزمون بآداب الحوار والنقاش!!
الأمر السابع: التشبث ببعض الكتاب دون بعض:
من المشاهد التي يلحظها القارئ في كتابات بعض الخطاب التنويري السعودي أنه قام بحشر النصوص الشرعية التي تدل على سماحة الإسلام ويسر الشريعة وعلى فضل الصفح والأخذ بالأيسر، ليتوصل بذلك إلى التقليل من أهمية المطالبة بالقصاص والعقوبة من منتقص الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا أمر غريب حقا.. وهي طريقة غير معهودة في البحث الفقهي لدى علماء الشريعة قديما وحديثا، فإنهم تعرضوا لقضية سب النبي والإنتقاص منه في مواطن كثيرة جدا، ولم يشهر أحد منهم هذا النوع من الأدلة، وفضلا عما فيه من الانتقائية في الاستدلال وبتر لنصوص الشريعة المتكاملة فإنه لا يكاد يفتح الباب أمام كل مطالبة بإقامة الحدود والعقوبات والتعزيرات.
وفي الختام لا من التأكيد على أن الغرض الأصلي من هذا المقال هو التحليل المعرفي والفكري المحض، وليس الغرض منه استغلال الحادثة لأهداف حزبية أو فكرية أو غيرها، لنكون على بصيرة من حالنا وعلى علم بمستقبلنا.
الكاتب: عبدالله الزهراني